الجمعة، 24 يناير 2014

انكار بتوليه العذراء مريم



لقد بشر الملاك مريم انها ستحبل بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر وإنها ستلد القدوس، فماذا يقول عنها الناس عندما يجدونها حامل وهي غير متزوجة ؟ والأجابة هي إنها ستتهم بالزنى وترجم حتى الموت، حسب الشريعة.
وايضا هناك سببا اخر:


جاء في بشارة متى ما يلي:
متى 1: 18 اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا. لما كانت مريم امه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس.

ويتعلل منكرو بتولية العذراء بعبارة "قبل أن يجتمعا" ويقولون أن هذا القول دليل ضمني على اجتماعهما بعد الولاده؟

ولكن استخدام لفظ "قبل" لا يعني دائماً أن ما بعدها تغير عن ما قبلها، فلو قلنا مثلاً أن أحد القديسين أنتقل إلى الأمجاد السماوية قبل أن يؤلف كتاباً، فهل يعني هذا أنه الف الكتاب بعد رحيله عن هذا العالم ؟
كلا... وإنما المقصود هو أن الحمل بالمسيح تم بدون زرع بشر، بدون أن يجتمع يوسف مع العذراء مريم، إنما هذا الحمل تم بقوة الروح القدس، ولا يمكن أن يكون قصده أنهما اجتمعا بعد الميلاد أو أن كلامه يعني ضمناً أنهما اجتمعا.
فقد اثبتنا بتولية العذراء بما لا يدع مجالاً للشك !

قال القديس جيروم (ايرونيموس) (342 م) "لو أن انساناً قال: قبل الغداء في الميناء أبحرت إلى افريقيا، فهل كلماته هذه لا تكون صحيحه إلا إذا أرغم على الغداء بعد رحيله ؟
وان قلت أدرك الموت هلفيديوس قبل أن يتوب، فهل ينبغي لهلفيديوس أن يتوب بعد موته ؟
وان قلت جمع الفلاحون محصول الحقل قبل ان تهب عاصفة, فهل يعني ذلك ان هناك عاصفة هبت بعد ذلك ؟

فعندما يقول الإنجيلي "قبل أن يجتمعا" يشير إلى الوقت الذي سبق الزواج مظهراً, أن الأمور قد تحققت بسرعة حيث كانت هذه الخطيبة على وشك أن تصير زوجة, وقبل حدوث ذلك وجدت حبلى من الروح القدس لكن لا يتبع هذا أن يجتمع بمريم بعد الولادة.

ويتعلل منكرو بتولية العذراء بما جاء في في بشارة متى ما يلي:
متى 1: 25 ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر.ودعا اسمه يسوع.

ويقولون أن هذه الآية تشير ضمناً إلى أن العذراء أنجبت أولاد من يوسف بعد ميلاد الرب يسوع المسيح, وهم يركزون على كلمتي "حتى" و "البكر".


ويقولون أن كلمة "حتى till" تعني أنه عرفها بعد ولاده ابنها البكر، أي أنه لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ثم عرفها بعد ذلك، ولكن استخدام كلمة "حتى" في الكتاب المقدس لا تعني أن ما بعدها تغير عن ما قبلها، ولا تعني في هذه الآيه أنهما عاشا بطريقة مختلفة عما كانا عليه من قبل فقد جاء في:

التكوين 7: 8 وارسل الغراب. فخرج مترددا حتى نشفت المياه عن الارض.
صموئيل الثاني 6: 23 ولم يكن لميكال بنت شاول ولد الى (حتى) يوم موتها.
المزمور 110: 1 قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.
متى 28: 20 وها انا معكم كل الايام الى (حتى) انقضاء الدهر.
المزمور 123: 2 عيوننا نحو الرب حتى يترأف علينا.

وفي كل هذه الحالات جميعاً لا يمكن أن تكون كلمة "حتى" تعني أن ما بعدها تغير عن ما قبلها !. فليس من المعقول أن يكون الغراب قد عاد إلى الفلك وهو في الحقيقة لم يعد، وأن يكون لميكال أولاد بعد موتها، وأن لا يكون معنا بعد أنقضاء الدهر، وأن نرفع عيوننا عن الله بعد أن يترأف علينا والعكس صحيح في كل هذه الحالات، ولم يتغير ما بعد "حتى" عما قبلها.

قال الذهبي الفم "استخدم هنا كلمة "حتى" لكي لا تشك وتظن أنه عرفها بعد ذلك أنما ليخبرك أن العذراء كانت هكذا قبل الميلاد ولم يمسها رجل قط. ربما يقال لماذا استخدم كلمة "حتى" ؟ لأن الكتاب أعتاد أن يستعمل هذا التعبير دون الإشاره إلى أزمنة محددة. فبالنسبة للفلك قيل أن الغراب لم يرجع حتى جفت الأرض مع أنه لم يرجع قط."

لزوم قول "لم يعرفها" لانه بالطبيعة يفهم القارئ ان الزوج والزوجة يمارسا الجنس وينجبان اولاد في حياتهم الزوجية, ولأن هنا الامر مختلف مع يوسف والسيدة مريم العذراء, اي انه لم يلمسها ابدا, وجب القول "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر"
وليس ان القصد من كتابة الكلمتين هو الاشارة انه عرفها. بل وضع الكلمتين "لم يعرفها" هي للتوكيد على عدم معرفتها لها حتى ولدت ابها البكر.

أما كلمة "البكر" فلا تعني أن السيد المسيح كان هو الابن البكر ثم ولدت له أخوه أصغر منه، فكلمة "البكر" كما جاءت في سفر الخروج 13: 2 عن المولود الأول كل ذكر فاتح رحم سواء جاء أولاد بعده، أم لا، المهم أنه كل بكر كل فاتح رحم من الناس والبهائم، أن كلمة بكر بالنسبة لليهودي تعني تكريس المولود الأول ولا تعني إطلاقاً سواء كان هناك مواليد بعده، أم لا، سواء أصبح وحيداً بعد ذلك أم جاء بعده أخوة آخرين، المهم أنه المولود الأول لأمه.

قال القديس جيروم (ايرونيموس) (342 م) رداً على هلفيديوس منكر بتولية العذراء: "كل ابن وحيد هو بكر، ولكن ليس كل بكر هو ابن وحيد. فإن تعبير "بكر" لا يشير إلى شخص له أخوة أصغر منه، وإنما يشير إلى من يسبقه أخ أكبر منه، يقول الرب لهرون: العدد 18: 15 كل فاتح رحم من كل جسد يقدمونه للرب من الناس ومن البهائم يكون لك غير انك تقبل فداء بكر الانسان وبكر البهيمة النجسة تقبل فداءه.
قول الرب هذا يعرف البكر على كل فاتح رحم, لو كان يلزم له أخوه أصاغر لكان ينبغي أن لا يقدم البكر من الحيوانات الطاهرة للكهنة إلا بعد ولادة اصاغر بعده، وما كانت لتدفع فديه الإنسان والحيوان النجس إلا بعد التأكد من أنجاب أصاغر بعده".
كلمة البكر في اللغة اليونانية (Protwtokos بروتوكس) وفي اللغة القبطية (شورب نميس) بمعنى المولود الأول سواء كان هناك مواليد بعده أم لا, وفي الانجليزيه First Born.

بنفس المعنى قد نصت الوصية على أن يكرس البكر في اليوم الثامن:
الخروج 22: 29 وابكار بنيك تعطيني.
30 كذلك تفعل ببقرك وغنمك. سبعة ايام يكون مع امه وفي اليوم الثامن تعطيني اياه.
لأنه البكر
فلو كان البكر له أخوة آخرين، لما كان يكرس في اليوم الثامن، بل لكان ينبغي ان ينتظروا حتى يولد مواليد آخرون بعده ثم يختن أو لا يختن.

ومن الواضح بعد ذلك أن الوحي في قوله "ولم يعرفها حتى ولدت أبنها البكر"، يعني أن المسيح ولد من عذراء بقوة الروح القدس وليس من زرع بشر وهناك نقطة هامة في البحث، في قوله "لم يعرفها" فالزمن المستخدم هنا حسب اللغة اليونانية يفيد الاستمرار ويوضح استمرار يوسف في الطاعة وضبط النفس, فالفعل اليوناني المستخدم في الآية أصله جينسكو genwsko بمعنى "يعرف، يعلم، يفهم"، والفعل المستخدم هنا هو eginwsken فالزياده "e" والنهاية "en" تبين أن زمن الفعل هو الماضي (المستمر) والذي يعني أن الفعل استمر مدة طويلة، ومدة متصلة، مما يفيد أن استخدام الكتاب لـ "ولم يعرفها" لا يؤثر عليه استخدام كلمة "حتى" لأن الزمن المستخدم يؤكد استمرار عدم معرفة يوسف للعذراء بعد الميلاد. تماما كما ان كلمة "حتى" في الامثلة التي اوردناها لا تفيد التغير بين ما قبل "حتى" وما بعد "حتى".

إن مريم العذراء التي اختارها الله لتكون أماً للمسيح بالجسد، بقيت عذراء طيلة حياتها ولم تتزوج بعد ولادة يسوع، لأنه حاشا للعذراء التي ولدت يسوع المسيح المنتظر والإله المتجسد أن تتزوج بعد هذا الشرف العظيم الذي منحها إياه الله.

هناك بعض الآيات التي تشير إلى أن الأخوة والأخوات قد لا يكونون أخوة أشقاء من أم وأب. فقد ورد في بشارة متى ما يلي:
متى 12: 46 وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ.
47 فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ».
48 فَأَجَابَ وَقَالَ لِلْقَائِلِ لَهُ:«مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتي؟»
49 ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ:«هَا أُمِّي وَإِخْوَتي.
50 لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».


ما ورد في هذه الآية يشير إلى أن أخوة المسيح هم المؤمنون به. وقد وردت هذه الفكرة نفسها في بعض المراجع التي ذكرت سابقاً. فعندما قالوا ليسوع:
لوقا 8: 21 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«أُمِّي وَإِخْوَتِي هُمُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَعْمَلُونَ بِهَا».
22 وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ دَخَلَ سَفِينَةً هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ، فَقَالَ لَهُمْ:«لِنَعْبُرْ إِلَى عَبْرِ الْبُحَيْرَةِ». فَأَقْلَعُوا.

وورد المعنى نفسه في بشارة مرقس ما يلي:
مرقس 3: 31 فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجًا وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ.
32 وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِسًا حَوْلَهُ، فَقَالُوا لَهُ:«هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجًا يَطْلُبُونَكَ».
33 فَأَجَابَهُمْ قِائِلاً:«مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟»
34 ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ:«هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي،
35 لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».

فاستناداً على هذه الآيات يقول البعض، إن استعمال كلمة أخ وأخت هي مجازية. فأخوة المسيح هم المؤمنون به.
وقد استعملت كلمة أخ عدة مرات في الكتاب المقدس بمعنى الأخ المؤمن أو الشريك في الخدمة، كما ورد في معظم رسائل بولس الرسول. ففي رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس ورد:
1 كورنثوس 16: 20 يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الإِخْوَةُ أَجْمَعُونَ.

فكلمة أخوة هنا هي مجازية أيضاً. ويشير البعض إلى أن أخوة المسيح هم الشركاء في الخدمة أو المؤمنون. كما أن معنى كلمة الأخ أو الأخت تشير مجازاً إلى الأهل أو الأقرباء المقربين والأصدقاء الأوفياء. بمعنى القول السائد: "رب أخ لك لم تلده أمك"، وكما نقول أيضاً: "فلان أخي"، بمعنى أنه صديقي المخلص وأخي في الإنسانية. ويقول الأب يوسف عون (وهو كاهن ماروني ترجم العهد الجديد من الكتاب المقدس) في حاشية ترجمته، "إن كلمة أخوة عند اليهود والآراميين تعني أولاد العم والعمة والخال والخالة وأبناء الأخ والأخت".
ويقول البعض إن كلمة الأخوة والأخوات بالنسبة للمسيح ربما تشير إلى أولاد خالة يسوع، إذ أن خالة يسوع أخت أمه تدعى مريم أيضاً، كما جاء في بشارة يوحنا ما يلي:
يوحنا 19: 25 وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّة.

ويقول البعض إن مريم، أخت مريم أم يسوع، أي زوجة كلوبا هي أختها بالقرب لا بالولادة، وهناك ترجيح آخر بالنسبة للإشارة عن أخوة المسيح وهو أن يوسف البار خطيب مريم كان متزوجاً قبلاً، وله أولاد من زوجته المتوفاة، وهؤلاء هم أخوة ليسوع. ولكن ليس هناك ذكر لذلك في الإنجيل.
وتنفي هذه الفئة بالطبع نفياً تاماً موضوع زواج العذراء بعد ولادة المسيح على أساس أن من ولدت الإله المتجسد، لا يمكن أن تعود وتتزوج ثانية بعد الشرف العظيم الذي منحها إياه الله. كما أن كتب التقليد الكنسي وبعض آباء الكنيسة وبعض كتب التاريخ الكنسي، أي غير المدونة في الكتاب المقدس، تؤيد فكرة عدم زواج العذراء بعد ولادة المسيح. ويقول الأب يوسف عون أيضاً في حاشية ترجمته للإنجيل: "إن مريم كانت نذرت نفسها للرب، وأن يوسف أيضاً كان نذر نفسه للرب. وهذا كان بلا شك تدبيراً إلهياً. ولكن اليهود كانوا يرون عاراً على الفتاة أن تبقى بدون زواج فزوجوها يوسف، فاتفق الاثنان وفاء لنذرهما أن يعيشا بتولين". وهناك رأي آخر يدل على أنه,
لو كان للمسيح أخوة، لما كان وهو معلق على الصليب، أوصى تلميذه يوحنا بأن يهتم بأمه.

1 التعليقات :

Unknown يقول...

كل من ينكر بتولية العدراء ما هو الا دجال من اتباع ابليس

إرسال تعليق